لا أعرف بداية لما قد يشكل اللون الأحمر عقدة نفسية لدى الكثيرين؟!، ولما يشكل ذكر اسم النادي الأهلي هاجساً يؤرق مضاجع البعض ويطير النوم من أعينهم، ولما كل هذا الانزعاج لدى البعض عند فوز النادي الأهلي أو تألق لاعبيه؟!، ولما يقوم الكثيرين باستحضار سوء النية إذا ما ذكر اسم الأهلي في أي شيء والذي بالتأكيد ليس له علاقة بالمفهوم النظري لكلمة الشياطين الحمر؟!.
قد يكون منطقياً جداً أن استوعب هذه الأمور إذا ما استعرت نظارة بيضاء لأرى بها الأمور، لكن الغير منطقي والغير مبرر والغير مفهوم أن تطرح هذه التساؤلات على رأس العبد لله عندما أرى هذه الأفعال في نقاد يقال أنهم كبار النقاد الرياضيين في مصر والعالم العربي.
منذ أسبوع تقريباً أو ما يزيد حدث ما يثير حفيظتي بقناة مودرن سبورت في برنامج إستاد مصر الذي يقدمه الإعلامي مدحت شلبي مع ضيفيه الناقد "الكبير سناً" فتحي سند والناقد حسن المستكاوي.
حقيقة آثرت عدم الحديث عن هذه الواقعة المؤسفة حتى تتضح لي الرؤية كاملة، وبعد أن تكشف الزوايا الخفية في هذا الشأن حتى إذا تحدثنا احترمنا عقل القارئ وأن لا ننال سخريته.
الواقعة تبدأ بسؤال يطرحه السيد مدحت شلبي على الأستاذ فتحي سند حول رأيه في احتراف ليبرو النادي الإسماعيلي ومنتخب مصر اللاعب هاني سعيد في صفوف سابع الدوري الأوكراني فريق ميتالورج مقابل 1.2 مليون دولار.
حينها بدأ السيد سند في التأمل في عدد لمبات الإنارة في سقف الأستوديو ثم أشاح بنظره إلى الخلف ثم انتقل للتأمل في وجه المستكاوي ومدحت شلبي ثم اعتدل في جلسته ونظر إلى الكاميرا وكأنه سوف يلقي قنبلة الموسم ورد قائلاً: بغض النظر عن قيمة هذا النادي الأوكراني الذي يقبع في الترتيب السابع وبغض النظر عن المقابل المادي الجيد، إلا أني أشتم وراء رحيل هاني سعيد إلى هذا النادي الأوكراني كوبري لعودته لأحد أندية الدوري المصري، حينها توجهت كاميرا المخرج إلى السيد مدحت شلبي وهو يصطنع رسم علامات التعجب والاستغراب وعدم الفهم لما قاله فتحي سند فيرد عليه قائلاً: من بالتحديد يا فتحي؟، فيرد عليه بكل ثقة أنه بالتأكيد النادي الأهلي، ثم يعود ويقول هذا إحساسي والله أعلم.
حقيقة لم أكن أتصور أن عقدة الاضطهاد أو الوسواس الأحمر الذي ينتاب كثيرين من مشجعي كرة القدم المصرية قد يصل يوماً ما إلى عقول وأفئدة ما يسمون أنفسهم شيوخ النقد الرياضي في مصر.
كلام غير موزون وغير منطقي ولا يجرؤ على قوله مشجع درجة ثالثة من مشجعي الإسماعيلي.
هل وصل الحال بهؤلاء إلى أن يتصورون أن النادي الأهلي يسيطر على أوروبا وقد وصل نفوذه للسيطرة على دول أوروبا الشرقية بعد أن سيطر على دول أوروبا الغربية وحصل على توقيع أحمد فتحي للعب في صفوفه.
ما هذا الهراء؟!، ما هذه العقلية التي تتحدث؟!، وإلى أية عقلية توجهون حديثكم؟!.
هل الأهلي يسيطر على أوكرانيا لهذه الدرجة كي يقوم نادي محترم من أنديتها بالقيام بهذه التمثيلية السخيفة لصالح الأهلي؟!.
قد أتفهم شعورك الذي تعانيه منذ أربع أعوام بسبب التألق الغير طبيعي لعدد من لاعبي الإسماعيلي السابقين الذين يلعبون حالياً للنادي الأهلي بعد عودتهم من احترافهم الخارجي، وخروجكم علينا بعدها بكذبة صدقتموها وجعلتم الكثيرين للأسف يصدقوها لتبرروا بها فشل أنديتكم بأن النادي الأهلي قد تآمر ليخطف هؤلاء من الإسماعيلي.
نعود قليلاً للوراء ونرى من الذين خطفهم الأهلي من الإسماعيلي هل هو خالد بيبو الذي أصبح حراً بعد انتهاء تعاقده مع الإسماعيلي ليختار ويفضل الأهلي على الزمالك ويلعب ويتألق له؟، أم هو عماد النحاس الذي اضطر للاحتراف في النصر السعودي على سبيل الإعارة بسبب عدم قدرة الإسماعيلي على الإيفاء بطلباته عند تجديد التعاقد فاضطر الإسماعيلي إلى إعارته كي يستفيدوا مادياً من المدة المتبقية في تعاقده معهم ويصبح بعدها لاعباً حراً ليختار الأهلي بعدها ويتألق معه ،أم هو محمد بركات الذي ظل يلعب لعامين كاملين في ناديي الأهلي السعودي والعربي القطري بالترتيب وانخفض مستواه مما جعله يستبعد من المنتخب حتى أنه لم يرغب في عودته بعد ذلك أي أحد سوى الأهلي في صفقة رآها الكثيرون صفقة فاشلة للنادي الأهلي؟!،أم هو إسلام الشاطر الذي انتقل للزمالك ثم أعير لاتحاد جدة السعودي 6 شهور كي يصل في الأخير للتعاقد مع الأهلي بناءً على رغبته وثغرة في العقد بينه وبين نادي الزمالك الذي لم تسعفه خبرة إدارته في معرفة كيفية صياغة العقود بينها وبين لاعب في حادثة تسيء لإدارة الزمالك قبل أي أحد آخر، أم هو محمد عبد الله الذي انتقل للأهلي بمليون جنيه مع إعارة محمود شيكو من الأهلي للإسماعيلي لموسم دون مقابل ليفشل بعدها عبد الله في الأهلي ويحترف في تركيا ويعود للزمالك؟!، أم هو أحمد فتحي الذي فسد احترافه بسبب تدخلات السيد ممدوح عباس لدى نادي شيفيلد الإنجليزي لإجباره على العودة إلى مصر وللزمالك إلا أنه قام باختيار الأهلي وأفسد رغبة وحلم عباس؟!.
لو كان هناك أحد يفكر مثلك يا أستاذ فتحي في مصر من مشجعي الأهلي لاعتقدوا أن احتراف محمد عبد الله في تركيا هو كوبري للعودة إلى مصر للعب في الزمالك.
لكن الحمد لله لا يوجد أحد بمثل هذا التفكير من مشجعي الأهلي، ذلك التفكير الذي يحاول بشتى الطرق إرجاع مصر إلى عهود الظلام الكروي بعدما انتقلنا لعهد الاحتراف ورضينا بلعبته ومبادئه، ذلك التفكير الذي يشعل الفتنة بين الجماهير ويسعر نارها.
إنه ذلك التفكير الغير متوازن والغير منطقي الذي جعل الإسماعيلي يخسر مبلغاً محترماً من صفقة انتقاله للأهلي مقابل مليون يورو ويقبل بملاليم طرابيزون التركي بإعارته 6 أشهر مقابل 150 ألف دولار فقط على أن يقوم طرابيزون بدفع 900 ألف دولار في نهاية الموسم الجاري، في حال رغبته في شراء اللاعب نهائياً.
أي أن صفقة الأهلي كانت ستنعش خزائن الإسماعيلي بمبلغ أكبر من المبلغ المقدم من طرابيزون التركي في حال رغبته شراء اللاعب نهائياً إذا احتسبنا الفارق بين اليورو والدولار لصالح اليورو.
هذه هي عقلية النقاد الرياضيين الكبار الذين يغضون الطرف عن أندية الزمالك والإسماعيلي اللذان يقوما بشراء للاعبين أكثر من الأهلي، لكنهم يركزون فقط على الأهلي ويحاولون من منابرهم السوداء أن يقفوا عقبة في طريق نجاحاته التي تزعجهم.
هذا للأسف ما حدث في قناة مودرن سبورت في حلقة إستاد مصر، واقعة مخجلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهي سقطة لناقد من المفترض أنه يعد من كبار النقاد الرياضيين في مصر، سقطة تؤجج نيران الكراهية بين جمهوري الأهلي والإسماعيلي وتعزز فكر الاضطهاد والمسكنة الذي يعيش فيه كثير من مشجعي الفرق الأخرى.
لا أعرف حقيقة هل من المفترض أن لا يلعب هاني سعيد في الأهلي نهائياً؟!، أم أنه ممنوع من اللعب بتاتاً في أي نادي آخر سوى الإسماعيلي سواء بمصر أو خارجها؟!.
على كل حال إن نجحت صفقة هاني أو فشلت فهذا أمر خاص بالإسماعيلي وهاني سعيد ونادي ميتالورج الأوكراني، ولا دخل للنادي الأهلي من قريب أو من بعيد بهذه الصفقة لكي تقحموه فيها بأسلوب ملتو لا غرض منه سوى تقليب جمهور الإسماعيلي على النادي الأهلي أكثر وأكثر ومحاولة رخيصة لتعزيز شعور الاضطهاد إياه.
وصحتك بالدنيا يا أستاذ سند، استحمل شوية لسه في أربع سنين تانيين.
javascript:emoticonp('
')منقول javascript:emoticonp('
')للامانه